الانسان عندما يتأمل بعمق في حادثة كربلاء يرى أمورا محيرة و لا يقدر أن يتصور أنها أمور حصلت مجرد صدفة، و لذلك فان وراء الاصرار المتزايد للائمة الاطهار و توصياتهم المحققة بضرورة احياء و تخليد الذكرى يعود في الواقع الى رغبتهم و ارادتهم القاضية بضرورة احياء و تخليد الاسلام المجسم المتمثل بهذه الحادثة ، فلا تدعوا هذا الاسلام المجسم ينسى أبدا.
ترى ماذا نواجه نحن في مطالعتنا لحادثة كربلاء؟ اننا نرى اتجاه حركة عجيبة في هذه الواقعة التاريخية. فالرجل له دور في هذه الواقعة، و المرأة لها دور، و الشيخ، و الشباب، و الطفل، كل له دور... الأبيض له دور، و الأسود له دور كذلك، العرب و غير العرب لهم أدوارهم أيضا، الطبقات الاجتماعية المختلفة لعبت أدوارها أيضا، كما لو أن القضاء و القدر الالهيين قد شاءا أن تمثل الطبقات الاجتماعية المختلفة دورها في هذه الواقعة. أي أن يمثل الاسلام فيها.
الشهيد مرتضى مطهري - كتاب الملحمة الحسينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق