إن جهاد النفس والحصول على الملكات الأخلاقية الرفيعة وإتباع العقل وترك إتباع الهوى لا يحصل تلقائيا،
في المرحلة الأولى: على الإنسان أن يقف بوجه رغباته وأهوائه، فعند كلّ معركة ونزاع ينشب بين العقل والقلب عليه أن يتجاهل رغبات القلب ويرتضي أوامر العقل.
في المرحلة الثانية: وهي مرحلة التمرين والحصول على الملكة بالسيطرة التامّة على هذه النفس الأمّارة، فعلى الإنسان أن يَلزم نفسه مدّة طويلة ليربيها ويثقّفها بشكل دائم لا يهدأ، فلا تكون السيطرة يوماً لرغبات قلبه. وينبغي أن يكون عقله هو المسلّط على أعماله وأقواله، وحركاته وسكناته، فلا تعود نفسه تشتهي أصلاً ما لا يرضاه عقله؛ وذلك لأنّها إذا علمت بأنّها لا يمكن أن تؤثر يوماً عليه بأيّ شكل من الأشكال، ويئست من إمكانية أن تكون السيطرة لها، فستعتاد مع مرور الزمن على ذلك، وتصبح مطواعاً لعقله وبصيرته، لا تطلب سوى ما يطلبه.
والصراع والجهاد مع النفس الأمّارة يتطلب نفحة قويّة من القدرة، بل هي القدرة الأسمى، كما ورد في القصة التي تُنقل عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" حين مرّ بجمع من الشبّان كانوا يتبارون في رفع صخرة ثقيلة يمتحنون بها أشدهم وأقواهم، فقال لهم: "ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟".
قالوا: "بلى يا رسول الله".
وقد ظنّوا أنّه سوف يختار منهم أقواهم عضلاً، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله على خلاف ما ظنوا، قال:
"أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط لم ليس بحق".
فليس الأقوى من امتاز بقوّة العضل، بل الذي يمتاز بقوة الروح.
قالوا: "بلى يا رسول الله".
وقد ظنّوا أنّه سوف يختار منهم أقواهم عضلاً، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله على خلاف ما ظنوا، قال:
"أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط لم ليس بحق".
فليس الأقوى من امتاز بقوّة العضل، بل الذي يمتاز بقوة الروح.
ولأنّ مجاهدة النفس الأمارة يتطلب القدرة الأسمى، بل نوعاً من الحرب الداخلية التي هي أشدّ من الحروب العاديّة المتعارفة فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله، وبعد أن رجع مع أصحابه من الجهاد، التفت إليهم وقال لهم:
"مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر".
فقالوا: وما الجهاد الأكبر يارسول الله؟!.
فقال "صلى الله عليه وآله وسلم":
"هو مجاهدة النفس، ومجالدة هواها".
"مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر".
فقالوا: وما الجهاد الأكبر يارسول الله؟!.
فقال "صلى الله عليه وآله وسلم":
"هو مجاهدة النفس، ومجالدة هواها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق