جاء في صريح القرآن الكريم إذ يقول: {كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ
الْمُنكَرِ }(آل عمران/110).
فانظروا أية عبارات جاء بها القرآن، والإنسان حين
يدقق فيها تصيبه الحيرة والدهشة، إن الذي يضفي القيمة على هذه الأمة الخيرة هو مبدأ
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن في النهضة الحسينية نلاحظ أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي شرف هذا
المبدأ بدمه الزكي الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه الميامين. أما نحن المسلمون فبالإضافة
إلى عجزنا عن إيفاء هذا المبدأ الواجب، تحاول أن نكون شيناً عليه، ومما يثير الأسف
أن الناس تعودوا على الالتفات إلى القضايا البسيطة التي يشملها هذا المبدأ مثل الأمر
بإطلاق اللحى والنهي عن لبس الذهب، ونسوا الأمور الكبيرة الهامة التي تكون ضمن واجب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا يكون المسلمون شيناً على هذا المبدأ بالتزامهم
بالقضايا البسيطة ونسيانهم أو تجاهلهم للقضايا المصيرية الهامة، كما يفعل البعض في
تظاهرهم بالالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التزاما لا يتجاوز التوافه من
الأمور، ولكن انظروا الحسين عليه السلام الذي اهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وثار لأجل تحقيق هذا المبدأ في كل مجالات الحياة صغيرها وكبيرها إنه كان يقول بأن يزيداً
هو أول منكر يجب أن يزول من عالم الإسلام.